للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعطاه صحبة الصالحين، ومنعه القبول منهم.

وأعطاه الأعمال الصالحة، ومنعه الإخلاص فيها.

وأعطاه الحكمة، ومنعه الصدق فيها (١).

ونقل السلمي في "الحقائق" عن أبي عثمان رحمه الله تعالى أنه قال: علامة قسوة القلب أن لا تعمل فيه الموعظة، ولا تؤثر فيه النصيحة، ولا تظهر فيه بركة مجالسة الصالحين (٢).

وروي عن معروف الكرخي رحمه الله تعالى ورضي عنه قال: إذا أراد الله بعبد خيراً زوى عنه الخذلان، وأسكنه بين الفقراء الصادقين، وإذا أراد بعبد شراً عطله عن الأعمال الصالحة حتى تكون على قلبه أثقل من الجبال، وأسكنه بين الأغنياء (٣).

* فائِدَةٌ تاسِعَةٌ:

ينبغي للعبد إذا قصرت همته عن مراتب الصالحين أن يحزن لذلك، ويؤفف على نفسه، ويعاتبها على التقصير عنهم، كما روى ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال: إذا ذكر الصالحون فأُفِّ لي وتف (٤).


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٤/ ٣٧٨)، وعزاه السلمي في "تفسيره" (٢/ ٣٩٨) إلى أبي عبد الله النهرواني.
(٢) انظر: "تفسير السلمي" (٢/ ٣١٠).
(٣) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ١٠٥).
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (ص: ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>