للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويرحم الله جدي الشيخ رضي الدين القائل: [من الرجز]

مَنْ بارَزَ الرِّجالَ بِالأَذَى وَلَمْ ... يَخْشَ وَلَمْ يَخَفْ عِقابَ رَبّه

وَيْلٌ لَهُ دُنْياً وَأُخْرى كَيفَ لا ... وَاللهُ قَدْ آذَنَهُ بِحَرْبِه

* فائِدَةٌ حادِيَةَ عَشْرَةَ:

روى أبو الشيخ بن حيان في "العظمة" عن معاذ بن جبل، والعِرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنهما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً نِصْفُهُ مِنَ النَّارِ (١) وَنصْفُهُ مِنَ الثَّلْجِ يَقولُ: [اللَّهُمَّ] كَما أَلَّفْتَ بَينَ الثَّلْجِ وَالنَّار، كَذَلِكَ أَلِّفْ بَينَ قُلوبِ عِبادِكَ الصَّالِحينَ" (٢).

وهذا الحديث دليل واضح على أن ائتلاف العبد بالصالحين دليل على أنه منهم، وقد تقدم في صدر الكتاب ما يؤيد ذلك.

ومن ثم ينبغي للعبد إذا لم ير نفسه تألَفُ الصالحين، ولا يألفونه أن يحزن لذلك، ويبكي على نفسه؛ إلا أن يكون ممن شغله الأنس بالله عن الأنس بعباده، كما روى ابن الجوزي في "صفة الصفوة" عن أبي بكر


(١) في "العظمة": "النور" بدل "النار".
(٢) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٢/ ٧٤٩). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٤٦٨): ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>