للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكُنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّماءِ تَخَشُّعاً لِلّهِ حَتى قَبَضَهُ اللهُ" (١).

وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما شَدَّ سُلَيْمانُ طَرْفَهُ إِلَى السَّماءِ تَخَشُّعاً حَيْثُ أَعْطاهُ اللهُ ما أَعْطاهُ" (٢).

والثاني: وهو تشبه الغني بالفقير المذموم.

١ - فمنه: أن يتشبه بالفقير في التبذُّل والتقلُّل في المأكل والملبس، ونحوهما بخلاً وشحاً على نفسه، أو ليظن الناس أنه فقير فيعطى، وذلك كله قبيح، فإن تشبه بالفقير السائل في المسألة كان أقبح.

روى الترمذي، والحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمرو رضي


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٢٧٠)، وكذا ابن المبارك في "الز هد" (٢/ ٤٧).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٤٤) عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
وقد جاء القرآن بالأمر في النظر إلى السماء للتفكر، فقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق: ٦] قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (٩/ ٣٦٠ - ٣٦١) - في شرح باب رفع البصر إلى السماء -: وفيه عن ابن عباس: بت عند ميمونة والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها، فَلما كَانَ ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء.
هذا الباب رد على بعض أهل الزهد في قولهم: إنه لا ينبغى النظر إلى السماء تخشعًا وتذللاً لله تعالى.
ثم روى حديث أبي داود عن عبد الله بن سلام: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>