للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الإتيان بـ (إنما) الدالة على الحصر بدليل المقام، إشارة إلى أن من لم يعرف الفضل لأهله وينزلهم في منازلهم فليس من أهل الفضل، بل هو من أهل الجهل.

والمراد بالفضل هنا العلم، أو ما يشمله.

وفي الحديث: "أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنازِلَهُمْ" (١).

واعلم أن في التواضع في المجلس، ومعرفة الفضل لأهله، وإنزالهم منزلتهم كما فعل أبو بكر -رضي الله عنه- إدخال السرور على صاحب المجلس، وعلى الجلساء، وعلى المتواضع له، والسلامة من إيقاع الوحشة بينهم، وتكدير المجلس، ووقوع أهله فيه لو نافس في المجلس من ضرب المثل به بعد ذلك، وانتشار قصته في الناس الموجودين ومن بعدهم كما يتفق الآن بين المتصدرين، وهو من غلبة جهلهم على علمهم إن سُلِّم لهم علم.

[٨ - ومنها: المماراة والمجادلة بالعلم، والمناظرة بغير إظهار الحق.]

روى الدارمي، وأبو نعيم عن مسلم بن يسار رحمه الله تعالى أنه كان يقول: إياكم والمِراء؛ فإنه ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زَلَّته (٢).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الدارمي في "السنن" (٣٩٦)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>