للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن الاشتغال بعلم الكيمياء، وتضييع الأموال والأوقات في عملها مما تبيّن للنّاس أنه لا يفيد شيئًا، فهو من باب السَّفَه وإضاعة المال لغير ضرورة ولا فائدة، وكم من إنسان ذا جوعة وعرية وكثرت ديونه وهو في طلب ذلك، ولم يحصل منه على طائل حتى مات.

واعلم أن طالب المال بالكيمياء لا يزال فقيرًا، وإنما الكيمياء الاحتراف والاكتساب من حيث إذنُ الشرع فيه كما قلت: [من المديد]

يا طالبَ الْكِيْمياءِ فَافْهَمْ ... مِنْ غَيْرِ غِشٌ وَلا خَدِيْعَة

لازِمْ عَلى كَسْبِكَ الَّذِي لا ... يَعِيبهُ الْعِلْمُ والشَّرِيْعَة

لا تَسْمَعَنَّ قَوْلَ مَنْ تَمَنَّى ... يَوْماً بِأَقْوالِهِ الْوَسِيْعَة

كَمْ صَيْدٍ مِنْ زُبْيَةِ هِزَبْر ... ما صِيْدَ إِلَّا عَلى طَمِيْعَة

- الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر: البطر، والفرح بغير الله تعالى وفضله، وحب المحمدة بما لم يفعل.

وكل ذلك من فعل اليهود.

قال الله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: ١٨٨].

وقرأ إبراهيم: {بِمَا أَتَوْا} ممدوداً (١)؛ أي: أعطوا.


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٤/ ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>