للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تقدم حديث النهي عن الأغلوطات، وهي معضلات المسائل.

وفي "الصحيحين": عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُم عُقُوْقَ الأُمهَاتِ، وَوَأدَ البَنَاتِ، وَمَنْعًا وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُم قِيْلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ" (١).

٣٨ - ومنها: اقتناء الكتب، وحملها، وجمعها والاهتمام بتحسينها وتَحْلِيَتِها، والمغالاة فيها.

وهو في ذلك عارٍ مما فيها، أجنبي منه، غير متضلع من علومها، أو تعلمها وتعليمها، مُعْرِضٌ عن العمل بها، ومخالف لما فيها.

وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥)} [الجمعة: ٥].

وهذه الآية في اليهود كما رواه عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس، ولم يخالفه في ذلك غيره (٢).

وقوله: {يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: ٥]، قال مجاهد: كتباً لا يعلم ما فيها، ولا يعقلها.

وقال الضحاك: كتباً لا يدري ما فيها، ولا يدري ما هي.

فضرب الله تعالى بهذه الآية معنى المثل لتتعظ هذه الأمة؛ أي:


(١) رواه البخاري (٢٢٧٧)، ومسلم (٥٩٣).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>