للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهتهم، انتهى (١).

وذكر بعضهم أن المجوس لا يتغوطون في الآبار والبلاليع لأنهم يزعمون تكريم بطن الأرض عن ذلك، ويزعمون أن بطن الأرض أحد الأركان التي تثبت العوالم الخمسة، ولذلك لا يدفنون موتاهم في القبور، ويضعونهم في النواويس.

قالوا: وعلى هذا المثال أعظمنا النار والماء، وليسا بأحق بالتعظيم من الأرض.

[٤٧ - ومن أخلاق الأعاجم: حب الدنيا.]

ولذلك يغلب عليهم البخل كما ذكره علماء الفِراسة.

روى الطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأتِيْ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوْبُهُمْ قُلُوْبُ الْعَجَمِ".

قلت: وما قلوب المعجم؟

قال: "حُبُّ الدُّنْيَا" (٢).

وروى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْبُخْلُ عَشْرَةُ أَجْزَاءِ، فَتِسْعَةٌ مِنْهَا فِيْ فَارِسَ، وَوَاحِدٌ فِيْ النَّاسِ" (٣).


(١) انظر: "المدخل" لابن الحاج (٣/ ٢٧١).
(٢) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٦٥): رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وفيه بقية بن الوليد، وهو ثقة لكنه مدلس، وبقية رجاله موثقون.
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>