للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى لا يَفْخَر أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ، وَلا يَبْغِي أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ" (١).

[٨٣ - ومنها: الطعن في الأنساب.]

وهو من لوازم الفخر بالنسب؛ لأن الإنسان مهما افتخر على غيره برفعة نسبه عليه فقد وضع من نسب من فخر عليه، بل قد تذهب نفس المفتخر بنفسه إلى أنه لا يرضى أن يكون فوقه أشرف منه ليتم له الفخر بنسبه، ولذلك قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الخصلتين في الحديث المتقدم.

وروى البخاري في "تاريخه"، والطبراني في "الكبير" عن جُنادة ابن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "ثَلاثٌ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْجاهِلِيَّةِ لا يَدَعُهُنَّ أَهْلُ الإِسْلامِ؛ اسْتِسْقاءٌ بِالْكَواكِبِ، وَطَعْنٌ فِي النَّسَبِ، وَالنِّياحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ" (٢).

[٨٤ - ومنها: التنابز بالألقاب المشعرة بالذم.]

روى الإمام أحمد، والبخاري في "الأدب"، وأصحاب السنن الأربعة، والمفسرون، وأبو يعلى، والطبراني، وآخرون، وصححه ابن حبان، والحاكم، عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله تعالى عنه قال: فينا نزلت في بني سلمة: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: ١١]؛ قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة،


(١) رواه مسلم (٢٨٦٥)، وأبو داود (٤٨٩٥)، وابن ماجه (٤١٧٩).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>