للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وإذا حصلت من الشاب زلة فلا ينبغي له التمادي في الضلال، و [لا يقل]: بالخير التؤدة، بل يبادر إليها؛ فإنه قد يؤخذ على غرة فجأة، وليعتبر بمن يموت شابًا، فليس كل الأموات شيوخاً، بل أكثرهم غير الشيوخ، ولا شك أن من أهل النار شيوخاً وشباباً.

وقد روى الدينوري في "المجالسة" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: إذا سكن أهل النار في النار سمعت للنار قعقعة في العظام منهم، فنادت: ما لكم من شباب! ما كان أحسن وجوهكم! وما لكم من شيوخ! ما كان أجملكم! ما أحسن زرعكم لو كان لكم حاسد غيري (١).

والتوبة - وإن كانت سبب محبة الله تعالى للعبد كما قال الله - عز وجل -: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: ٢٢٢]- فإن توبة الشاب لها مزية على توبة غيره، وهي أحب إلى الله تعالى من توبة غيره، ولذلك وقع النص على توبته. فيما رواه أبو الشيخ في كتاب "الثواب" عن أنس رضي الله تعالى


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>