للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منبره: يا أبا ويس ما سمنني إلا حبه، ثم أنشد: [من المنسرح]

وَقائِلٍ لَسْتَ بِالْمُحِبِّ وَلَوْ ... كُنْتَ مُحِبًّا لَذُبْتَ مِنْ زَمَنِ

أَجَبْتُهُ وَالفُؤادُ فِي حَرَقٍ ... لَمْ تَذُقِ الْحُبَّ كَيْفَ تَعْرِفُنِي

أَحَبَّ قَلْبِي وَما دَرَى بَدَنِي ... وَلَوْ دَرى ما أَقامَ فِي السِّمَنِ

التَّنْبِيهُ الثَّانِي: السمن والشحم للمرأة محمود إذا كان معتدلاً، ولا بأس بقصده لتحبب المرأة إلى بعلها أو سيدها من غير مبالغة في ذلك، ولا خروج عن حد الاعتدال.

روى أبو نعيم في "الطب" عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجهد أبواي على أن يسمناني، فلم أسمن، فأمرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أطعم القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن (١).

وروى البيهقي عنها قالت: أرادت أمي أن تسمنني، فلم أقبل عليها بشيء مما تريد، حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن (٢).

ويالغ ابن الحاج في "المدخل" في إنكار استعمال الأدوية المسمنة حتى تصير المرأة بحيث لا تستطيع الاستنقاء، وربما احتاجت إلى من يقوم عليها بذلك من جارية وغيرها (٣).


(١) رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٣/ ٤٩).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٩٩٢)، وكذا أبو داود (٣٩٠٣).
(٣) انظر: "المدخل" لابن الحاج (٢/ ٦٣ - ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>