والمتمني لا ينظر في عاقبته؛ إما أن يخذله الله في أمنيته ويلقيه في وبالها، وإما أن يمن الله عليه فيمنعه الأمنية، ويطلعه على حكمة منعه منها كما قال هؤلاء:{لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا}[القصص: ٨٢]؛ أي: لولا أن مَنَّ الله علينا فلم يعطنا ما تمنيناه من مكان قارون وماله، لخسف بنا بسبب الأشر والبطر الذي خسف بسببه قارون.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الثلاثة الذين تكلموا في المهد:"وَكانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضعُ ابْناً لَها مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، فَمَرَّ بِها رَجُلٌ راكِبٌ ذُو شارَةٍ يَخْتالُ [فَقالَتْ]: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْنِيَ مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَها، وَأَقْبَلَ عَلى الرَّاكِبِ، وَقالَ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ثَدْيِها يَمُصُّهُ، ثُمَّ مَرَّا بِأَمَةٍ تُعاقَبُ، فَقالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِيَ مِثْلَ هَذِهِ، فَتَرَكَ ثَدْيَها، وَقالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَها، فَقالَتْ لَهُ: لِمَ ذاكَ؟ فَقالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبابِرَةِ، وَهَذهِ الأَمَةُ يَقُولونَ: سَرَقْتِ، زَنَيْتِ، وَلَمْ تَفْعَلْ"(١). رواه الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
* فائِدَةٌ هِيَ تَمامُ تِسْعِينَ فائِدَةً:
روى أبو نعيم عن مسعر بن كدام رحمه الله تعالى قال: لا أعلم
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٠٧)، والبخاري (٣٢٥٣)، ومسلم (٢٥٥٠).