للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلِّ النِّفاقَ وَأَهْلَهُ ... وَعَلَيْكَ فَانتُهِجِ الطَّرِيقا

وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرى ... إِلاَّ عَدُوًّا أَوْ صَدِيقاً (١)

وقال منصور الفقيه: [من مجزوء الكامل المرفل]

الصِّدْقُ أَوْلَى ما بِهِ ... دانَ امْرُؤٌ فَاجْعَلْهُ دِينا

وَدعِ النِّفاقَ فَما رَأَيْ ... ـتُ مُنافِقاً إِلاَّ مَهِيناً (٢)

* تَنْبِيهٌ:

ليس دخول الإنسان فيما يباح له من التمتعات الدنيوية من النفاق في شيء ما دام يرجع إلى الله عز وجل في أوقات الطاعة، ولكن مهما أمكن الإنسان أن يصرف مباحاته إلى الطاعات بالنية، وتأخر عن ذلك، كان تأخره قصوراً ولو كان في مقام الأبرار لأن حسنات الأبرار سيئات عند المقربين (٣)؛ أي: يرى الوقوف في مقام البر عن الترقي فيه بالنية وتكثير المنويات، أو عن الترقي إلى أفضل منه سيئة، كما يروى: كل يوم لا أزداد فيه هدى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم (٤).

والسيئة قد تجر إلى أسوأ منها؛ فإن غفل العبد عن نفسه، وطالت به الغفلة يوشك أن تفضي به الغفلة -والعياذ بالله- إلى النفاق.


(١) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٤١٩).
(٢) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٨/ ٥٧٥).
(٣) تقدم الكلام عليه.
(٤) تقدم بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>