للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الفريابي عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قيل: وكيف ذاك؟ قال: إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم، وإن هؤلاء يعلنون (١).

وللمتنبي: [من الوافر]

إِذا ما النَّاسُ جَرَّبَهُمْ لَبِيبُ ... فَإِنِّي قَدْ أَكَلْتُهُمْ وَذاقا

فَلَمْ أَرَ وِدَّهُمْ إِلاَّ خِداعاً ... وَلَمْ أَرَ دِيْنَهُمْ إِلاَّ نِفاقاً (٢)

وقلت: [من الرجز]

وَقائِلٍ ما لَكَ مِنْ رِفاقِ ... أَنْتَ وِإيَّاهُمْ عَلى وِفاقِ

فَقُلْتُ دَعْنِي مُفردَ الرَّواقِ ... لا أَصْحَبُ النَّاسَ سِوى فَواقِ

فَالْعِلْمُ أَضْحى كاسِدَ الأَسْواقِ ... وَسُوقُ أَهْلِ الْجَهْلِ فِي النِّفاقِ

ما راجَ فِي النَّاسِ سِوى النِّفاقِ ... كَالْكِذْبِ وَالرِّياءِ فِي النِّفاقِ

والنفاق آخر البيت -بالكسر-: جمع نفقة متحركاً؛ يقال: نفِقت -بالكسر- نفاق القوم؛ أي: نفدت نفقاتهم.

قال الدينوري: وأنشد أبو بكر بن أبي الدنيا لإبراهيم بن العباس: [من مجزوء الكامل المرفل]


(١) رواه الفريابي في "صفة المنافق" (ص: ٦٢).
(٢) انظر: "يتيمة الدهر" للثعالبي (١/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>