للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتاه إبليس بنفسه ودخل عليه، وجعل يتعبد معه وقارون يقهره بعبادته، فقال له إبليس: يا قارون! قد رضينا بهذه العبادة وما نحن فيه، أفلا نعود مريضًا لبني إسرائيل، ونشهد لهم جنازة؟

قال قارون: نعم، فأخذ إبليس قارون من الجبل بعد ما كان قد مكث فيه أربعين سنة، فلما أخذه تمكن منه.

فقال إبليس: يا قارون! قد رضينا بهذه العبادة وما نفعله، أفلا نكتسب في الجمعة يومًا ونتعبد بقية الجمعة ونعطي السائل؟

قال قارون: نعم.

قال: فاكتسبوا يومًا، وتعبدوا بقية الجمعة.

ثم قال إبليس: يا قارون! ما نتعبد يومًا ونكتسب يوماً نتصدق ونعطي السائل؟

قال قارون: نعم.

قال: فاكتسبا يومًا وتعبدا يومًا.

قال: فلما فتح إبليس على قارون باب التكسب، وأفسد عليه عبادته انصرف عنه وغاب، وانفتحت على قارون أبواب الدنيا حتى أفسدت عليه دينه فكان من الهالكين (١).

[٦٥ - ومن أعمال الشيطان: التبذير والإسراف، والأمر بذلك.]

قال الله تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٧/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>