للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٣ - ومنها: التشبه في الإكباب على طلب الرزق بالوحش أيضًا، وهو كل شيء من دواب البر لا يستأنس كالظبي، والمَهَاة، والضبع، وغيرها.

قال في "حياة الحيوان": روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَقُوْلُ اللهُ عز وجل: اِبْنَ آدَمَ! وَعِزَّتي وَجَلالي لَئِنْ رَضِيْتَ بمَا قَسَمْتُ لَكَ أَرَحْتُكَ وَأَنْتَ مَحْمُوْدٌ، وإنْ لَمْ تَرْضَ بِمَا قَسَمْتُ لَكَ سَلَّطْتُ عَلَيِكَ الدُّنْيَا تَرْكُضُ فِيْهَا ركْضَ الوَحْشِ، ثُمَّ لا يَكُوْنُ لَكَ إِلاَّ مَا قَسَمْتُ لَكَ وَأَنْتَ مَذْمُوْمٌ" (١).

[٧٤ - ومنها: التشبه في الادخار بالنمل ونحوه.]

ذكر الزمخشري في "الكشاف": وعن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى أنه قال: ليس شيء في الحيوان يخبأ قوته إلا الإنسان، والنملة، والفأرة، والعقعق.

ويقال: للعقعق مخابئ إلا أنه ينساها (٢).

وما أحسن قول أبي الوليد الوقتي من أدباء المغرب: [من مخلع البسيط]

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَهْوَ أَهْلُ ... لَيْسَ لِخَلْقٍ عَلَي فَضْلُ

وَلا رَكوبٌ إِلَى أَمِيرٍ ... قَدَّمَهُ الدَّهْرُ وَهْوَ فَسْلُ

وَلا وَقُوفٌ بِبابِ وَغْدٍ ... قِيلَ انتظِرْهُ عَلَيْهِ شُغْلُ


(١) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (١/ ٣٢١).
(٢) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٣/ ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>