للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يستحسن من العبد مثل ذلك حيث كان فيه صلاح حاله، وخلوص قلبه، كما أنَّ عيسى بن مريم عليهما السلام لم يتخذ داراً ولا عقاراً.

وقد روى أبو نعيم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كنت عند عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعنده كعب الأحبار رحمه الله تعالى، فقال كعب: يا أمير المؤمنين! ألا أخبرك بأغرب شيء قرأته في كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: إن هامة جاءت إلى سليمان عليه السلام، فقالت: السلام عليك يا نبي الله.

قال: وعليك السلام يا هامة؛ أخبريني كيف لا تأكلين من الزرع.

قالت: يا نبي الله! إنَّ آدم عليه السلام أخرج من الجنة بسببه.

قال: وكيف لا تشربين الماء؟

قالت: لأنه غرق فيه قوم نوح عليه السلام، فلذلك لا أشربه.

قال لها سليمان: كيف تركت العمران ونزلت الخراب؟

قالت: لأن الخراب ميراث الله؛ فأنا أسكن ميراث الله.

قال سليمان: فما صياحك في الدور إذا مررت عليها؟

قال: أقول: ويل لبني آدم! كيف ينامون وأمامهم الشدائد.

قال: فما لك لا تخرجين بالنهار؟

قالت: من كثرة ظلم بني آدم لأنفسهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>