للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في "الْحِكَم": سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه (١).

وليس للولي أن يظهر ولايته إذا تحققها من نفسه إلا إذا أذن الإظهار، أو كان داعيا إلى الله تعالى بإذنه.

ويعرف الإذن بالكشف، أو بإذن بعض أولياء الله تعالى له، أو بتيسير الدعوة والكلام لِما قيل: علامة الإذن التيسير.

قال أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى: يكون الولي مشحونًا بالعلوم والمعارف، والحقائق لديه مشهودة، حتى إذا أعطي العبارة كان كالإذن له من الله في الكلام (٢).

وإنما منع الولي في الأصل من الإظهار لأن سر الولاية لا يحتمله عقول أكثر الخلق.

ولقد قال الشيخ أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى: لو كشف عن حقيقة الولي لعبد من دون الله؛ لأن أوصافه من أوصافه، ونعوته من نعوته (٣).

ويكون اختفاء الولي سببًا داعيا لقلوب الناس إلى تحسين الظن بكل


(١) انظر: "الحكم العطائية" لابن عطاء الله السكندري (ص: ٢٨٦).
(٢) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ٣٠٢).
(٣) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>