للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم كما أخفيت ليلة القدر في ليالي رمضان طلباً إلى الاجتهاد في كل ليلة، وكما أخفيت ساعة الإجابة في كل ليلة وفي يوم الجمعة للاجتهاد في كل اليوم وكل الليلة، وكما أخفيت الصلاة الوسطى للاجتهاد في كل الخمس، وكما أخفي رضا الله تعالى في طاعاته للاجتهاد في كلها، وغضبه في معاصيه للحذر من كلها.

ولأن سر الولاية من الأسرار الإلهية الباقية، فلا يظهر منه في دار الفناء إلا ما يحتاج إليه في جذب بعض القلوب القاسية إلى زمن البقاء، فيظهر الله تعالى سر الولاية والولي لينقاد صاحب ذلك القلب إلى الله وأمره، أو يصل إليه ما قسم له من طاعته، وبذلك يرتفع مقام الولي ويكثر أجره.

ومن ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا واحِداً خَيْر لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ". رواه الشيخان (١).

وفي رواية: "خَيْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيها". رواه ابن المبارك (٢).

وفي حديث آخر: "لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلى يَدِكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ". رواه الطبراني في "الكبير" - بسند حسن - عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه (٣).


(١) رواه البخاري (٢٨٤٧)، ومسلم (٢٤٠٦) عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٤٨٤) عن ابن أبي جعفر.
(٣) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩٩٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٣٣٤): رواه الطبراني عن يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس، ذكره =

<<  <  ج: ص:  >  >>