للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا يعلم أن الولي إذا أعطي مقام الدعوة إلى الله تعالى بالوراثة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا بد من ظهوره للعباد؛ إذ لا يكون الداعي إلى الله تعالى إلا ظاهراً، وكذلك لو أمر برد بدعة أو دفع شبهة فلا بد أن يكون ظاهراً.

وقد روى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّ لله عِنْدَ كُل بِدْعَةٍ كِيدَ بِها الإِسْلامُ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيائِهِ يَذُبُّ عَنْ دِينهِ" (١).

ثم لا بد لمن يظهر من الأولياء لما تقدم أن يكسوه الله تعالى كسوتين: الجلالة، والبهاء.

كما قال ابن عطاء الله في "لطائف المنن": أما الجلالة؛ فليعظمه العباد فيقفوا على حدود الأدب معه، فيضع الله تعالى في قلوب العباد حبه لمن ينصره بما يكون أمره ونهيه مسموعين لمن يأمره وينهاه، وهو من إعزاز الحق لعباده المؤمنين كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨].

وأما البهاء؛ فليحليهم به في قلوب عباده، فينظروا إليه بعين الاستحسان والمحبة، فيكون ذلك باعثًا لهم إلى الانقياد إليه (٢).


= المزي في الرواة عن أبي رافع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات.
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٤٠٠).
(٢) وانظر: "فيض القدير" للمناوي (٢/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>