للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلت سبيله وأعطته الفرس، فقاتل وأبلى بلاءً حسناً، ثم عاد إلى محبسه (١).

وروى عبد الرزاق عن ابن سيرين: أن أبا محجن لما قال ذلك لامرأة سعد حلت عنه قيوده، وحملته على فرس كان في الدار، وأعطي سلاحاً، ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد، فجعل يتعجب، ويقول: من ذلك الفارس؟

قال: فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى هزمهم الله تعالى، ورجع أبو محجن، ورد السلاح، وجعل رجليه في القيود كما كان، فجاء سعد فقالت له امرأته وأم ولده: كيف كان قتالكم؟

فجعل يخبرها: لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلًا على فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن.

فقالت: والله إنه لأبو محجن، كان من أمره كذا وكذا، فقصت عليه قصته، فدعا به وحل قيوده، وقال: لا أجلدك على الخمر أبدًا.

قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا؛ كنت آنف أن أَدَعها من أجل حَدِّكُم.

قال: ولم يشربها بعد ذلك (٢).


(١) انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٧٤٦ - ١٧٤٧).
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٧٠٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>