أبوك الذي يقول: [من الطويل]
إِذا مِتُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظامِي بَعْدَ مَؤْتِيَ عُروقُها
وَلا تَدْفِنَنِّي بِالْفَلاةِ فَإِنَّنَي ... أَخافُ إِذا ما مِتُّ أَنْ لا أَذُوقَها
فقال ابن أبي محجن: لو شئت ذكرت أحسن من هذا من شعره.
قال: وماذا؟
قال: قوله: [من البسيط]
لا تَسْأَلِ النَّاسَ عَنْ مالِي وَكَثْرتِهِ ... وَسائِلِ النَّاسَ عَنْ حَزْمِي وَعَنْ خُلُقِي
القَوْمُ أَعْلَمُ أَنِّي مِنْ سَراتِهِمُ ... إذا تطيشُ يدُ الرِّعْديدة الفَرِقِ
قَدْ أَرْكَبُ الْهَوْلَ مَسْدُولاً عَساكِرُهُ ... وَكتُمُ السِّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ الْعُنُقِ
أُعْطِي السِّنانَ غَداةَ الرَّوْعِ حِصَّتَهُ ... وَعامِلَ الرُّمْحِ أَرْويهِ مِنَ الْعَلَقِ
وَأَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَجْلاءَ قَدْ عَلِمُوا ... وَأَحْفَظُ السِّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ الْعُنُقِ
عفُّ الْمَطالِبِ عَمَّا لَسْتُ نائِلَهُ ... وَإِنْ ظُلِمْتُ شَدِيدُ الْحِقْدِ وَالْحَنَقِ
وَقَدْ أَجُودُ وَما مالِي بِذِي قَنَع ... وَقَدْ أَكِرُّ وَراءَ الْمُحْجِبِ الْفَرِقِ
وَالقَوْمُ أَعْلَمُ أَنَّي مِنْ سَراتِهِمُ ... إِذا سَما بَصَرُ الرِّعْدِيدِ لِلشَّفَقِ
فقال معاوية رضي الله تعالى عنه: لئن أسأنا القول لنُحسننَّ الصِّلة.
ثم أجزل جائزته، وقال: إذا ولدت النساء فلتلد مثلك.
قال ابن عبد البر: وزعم الهيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر