للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين! بينا نحن في بوادينا، في يوم كذا وكذا، في وقت كذا وكذا - إذ أظلتنا غمامة، وسمعنا صوتاً ينادي: أتاك الغوث أبا حفص، أتاك الغوث أبا حفص (١).

وروى فيه عن عمارة بن زاذان قال: كنت مع زياد النُّميري في طريق مكة، فَضَلَّتْ ناقة لصاحب لنا، فطلبناها، فلم نقدر عليها، فأخذنا نقسم متاعه، فقال زياد: ألا تقول شيئاً؟ سمعت أنساً - رضي الله عنه - يقرأ: {حم} , وتسجد وتدعو، فقلنا: بلى، فقرأه: {حمَ} السجدة، وسجد ودعا، فرفعنا رؤوسنا، فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت، فقال زياد: أعطوه من طعامكم، فلم يقبل، قال: أطعموه، قال: إني صائم، قال: فنظرنا فلم نر شيئا، قال: فلا أدري ما كان (٢).

وقال الشيخ محي الدين بن العربي في "المسامرات": حدثنا عبد الكريم بن حاتم بن وحشي بمكة سنة ست مئة، قال: خرج عندنا رجل من المجاورين يريد مصر، فركب غراباً في البحر، فطاب الريح بالليل، فنام كل من في المركب إلا الذي يدبره، فأراد الرجل الحاجة، فقعد في مقدم المركب يقضي حاجته، فزلقت قدمه، فأخذه البحر، وغطته الأمول، والرئيس ينظر إليه، والمركب قد سار عنه بمسافة غيبته


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص: ٢٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٤/ ٣٤٦).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص: ٨٠)، واللالكائي في "كرامات الأولياء" (ص: ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>