فلي، ولست أريد إلا رأسك، قال: إذ أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، وكان من دعائه في آخر سجدة: يا ودود! يا ذا العرش المجيد! يا فعال لما يريد! أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه، فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: من أنت - بأبي أنت وأمي - فقد أغاثني الله بك اليوم؟ قال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة؛ دعوتَ بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ودعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ودعوت بدعائك الثالث فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله.
قال أنس: إنه من توضأ وصلى أربع ركعات، ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب (١).
وروى ابن أبي الدُّنيا في "الهواتف" عن خَوَّات بن جُبير رضي الله تعالى عنه قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فخرج بالناس وصلى بهم ركعتين، وخالف بين طرفي ردائه - اليمين على اليسار، واليسار على اليمين - ثم بسط يديه، فقال: اللهم إنا نستغفرك، ونستسقيك، قال: فما برح من مكانه حتى مطر، فبينما هم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب
(١) رواه ابن أبي الدنيا في (الهواتف) (ص: ٢٤)، والقشيري في "رسالته" (ص: ٢٩٨).