ورُفع إلى شيخ الإِسلام الوالد - رحمه الله تعالى - في ذلك سؤال صورته: [من الكامل]
ما قَوْلُكُمْ يا سَيّدَ الفُقَهاءِ ... في العَصْرِ بَلْ يا أَوْحَدَ العُلَماءِ
في مُشْكِلٍ أَمْرِ النَّبِيِّ وَنَهْيِهِ ... جاءا مَعاً فِي جِلْسَةِ الإِقْعاءِ
ما الْجَمْعُ بَيْنَهُما وَهَلْ صَحَّا مَعاً ... أَوْ لا فَبَيّنْ ذاكَ يا مَولاءِ
لا زِلْتَ كَهْفاً لِلأَنامِ وَمَلْجَأً ... ما عُوقِبَ الإِصْباحُ بِالإِمْساءِ
وَبَقِيتَ في عِزٍّ وَسَعْدٍ دائِمٍ ... وَسَعادَةٍ لا تَنْقَضِي وَهَناءِ
فأجاب عنه بقوله رحمه الله تعالى: [من الكامل]
مِنْ بَعْدِ حَمْدِ الله ذِي الآلاءِ ... حَمْداً كَثِيرًا جَلَّ عَنْ إِحْصاءِ
قَدْ صَحَّ عَنْ هادِي الأَنامِ مُحَمَّدٍ ... أَمْرٌ وَنَهْيٌ مِنْهُ عَنْ إِقْعاءِ
وَالْجَمْعُ بَيْنَهُما بِأَنَّ الأَمْرَ فِي ... شَيْءٍ وَأَنَّ النَّهْيَ في أَشْياءِ
فَالأَمْرُ وَضْعُ الأَلْيَتَيْنِ بِباطِنِ الـ ... أَقْدامِ وَافْرُشْها كَالاسْتِلْقاءِ
وَالنَّهْيُ لِلوَرْكَيْنِ تَجْلِسُ ناصِباً ... فَخِذَيْكَ مِثْلَ الذِّئْبِ وَالعَوَّاءِ
وأَبُو عُبَيْدَةَ زادَ وَضْعَ يَدَيْهِ مَعْ ... هَذا بِأَرْضٍ أَوْ بِنَحْوِ وِطاءِ
أَوْ غَيْرِ هَذا وَالْكَراهَةَ قَدْ حَكَوْا ... في الْكُلِّ عَنْ جَمْعٍ مِنَ الفُضَلاءِ
هَذا جَوابُ مُحَمَّدِ الغَزِّيِّ مَنْ ... يَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ خَيْرَ عَطاءِ
ثُمَّ الصلاةُ عَلى النَّبِيِّ وَآلِهِ ... وَالصَّحْبِ وَالأَتْباعِ وَالْعُلَماءِ