للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى المفسرون، والحاكم وصححه، والبيهقي عنه: أنَّهُ قال في الآية: يقول: سوف أتوب.

{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: ٦]؛ قال: يقول: متى يوم القيامة؟

قال: فبيَّن له بقوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: ٧] (١).

وقوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي: يسأل بلسان قاله، أو بلسان حاله سؤال استبعاد، كأنه يجعل الاعتذار عن فجوره وعزمه على ركوب آثامه أنَّ يوم القيامة بعيد، فيطيل أمله، ويسيء عمله، وينسى أجله، فلا يُصْلح خلله.

وأنشد ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" لبعضهم: [من البسيط]

قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكْ ... وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الأَمْرُ مِنْ نَظَرِكْ

فِيما مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ ... وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهْوَ مِنْ نُذُرِكْ

دَارٌ تُسافِرُ عَنْها فِي غَدٍ سَفراً ... فَلا تَؤُوبُ إِذا سافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٨٧٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>