وقد حدثنا والدي رحمه الله تعالى في السنة التي مات فيها، وهي سنة أربع وثمانين وتسع مئة عن مشايخه قضاة القضاة: أبي يحيى زكريا الأنصاري، والبرهانين القلقشندي، وابن أبي شريف، عن الحافظ [أبي] الفضل بن حجر العسقلاني قال: قرأت على أحمد بن بلغاق، وأخبرنا عبد الرحمن بن محمَّد الذهبي قالا: أخبرنا إسحاق بن يحيى، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا مسعود بن أبي منصور وخليل بن أبي الرَّجاء قالا: أنا أبو علي المقري، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر عن أبي الهيثم، ثنا محمَّد بن أبي العوام، ثنا يزيد بن هارون، ثنا صدقة بن موسى، ثنا أبو عمران المقري، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدَّوَاوِيْنُ عِنْدَ اللهِ ثَلاَثةٌ: دِيْوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ، وَدِيْوَانٌ أَمْرُهُ إِلَىْ اللهِ، وَدِيْوَانٌ لا يتْرُكُهُ الله؛ فَأَمَّا الدِّيْوَانُ الَّذِيْ لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ فَالشّرْكُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى:{مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ}[المائدة: ٧٢]، وَأَمَّا الدِّيْوَانُ الَّذِيْ أَمْرُهُ إِلَىْ اللهِ فَظُلْمُ العَبْدِ لِنَفْسِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَىْ يَتَجَاوَزُ اللهُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدّيْوَانُ الَّذِيْ لاَ يَتْرُكُهُ اللهُ فَظُلْمُ العِبَادِ بَعْضِهمْ بَعْضًا القِصاصُ لاَ مَحالَةَ".
(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٠٩).