للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُوْ لأَخِيْهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ" (١).

واشتهر عن الإمام أحمد أنه قال: ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي (٢).

وقال له ابنه: أي رجل كان الشافعي حتى تدعو له كل هذا الدعاء؟ وقال أحمد: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف! (٣).

وذكر ابن السبكي في "طبقاته" في ترجمة الحارث بن سريج قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: أنا أدعو الله للشافعي، قال: وكذلك ذكر يحيى بن معين أنه سمع يحيى بن سعيد يقول: أنا أدعو للشافعي في صلاتي منذ أربعين سنة (٤).

وكان يحيى بن سعيد من أقران شيوخ الشافعي، والإمام أحمد من أصحابه، فدعاء يحيى له من باب دعاء الكبير للناشىئ الصالح، ودعاء أحمد له من دعاء الصاحب لصاحبه الصالح، أو التلميذ لشيخه الصَّالح.

وقد أشار في جوابه لابنه حين سأله عن سبب كثرة دعائه للشافعي


(١) رواه مسلم (٢٧٣٢).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٩٨).
(٣) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٢/ ٦٦).
(٤) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" السبكي (٢/ ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>