وأما قول العراقي: لم نجد له أصلاً، ففيه أن ما ذكر ابن القيم ليس فيه أن ما عزاه لشيخه منقول، حتى يتجه عليه أنه لا أصل له، وإنما فيه أن ما عزاه لشيخه إبداء مناسبة بديعة لإرخاء العذبة فهمها مما هو منقول، وهو الحديث الذي أخرجه جماعة منهم أحمد والترمذي وغيرهما، وصححوه: وإن الله تجلى لي في أحسن صورة" وفي رواية: أتاني الليلة ربي في أحسن صورة - إلى أن قال - فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي ... "، الحديث، وإذا كان هذا فهما منه، واستنباطا لا نقلاً لم يرد عليه قول العراقي، ولم يجد له أصلاً. فالمناسبة التي أبداها ابن تيمية مناسبة صحيحة غير مستلزمة للتجسيم، ولا مبنية عليه أصلاً كما ظنه ابن حجر، بل على صحة التجلي في المظهر مع التنزيه ب {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]. وقد دل كلام ابن تيمية عليه الرحمة عموماً وخصوصاً على أن الحق سبحانه وتعالى يتجلى لما يشاء على أي وجه يشاء مع التنزيه ب {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، في كل حال، حتى تجليه في المظهر، وهذا هو الغاية في الإيمان والعلم أيضا. ا. هـ. باختصار. فقد تبين لك وجه كلامِ العلامة ابن حجر، وبعدُه عن الإصابة فيما كتَب وسطَّر، فتدبر وأنصف.