للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن العزيز رضي الله تعالى عنه في موضع واحد، قال: فعرض ذات يوم لشاة منها ذئب، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أظن الرجل [الصالح] (١) إلا هلك، قال: فحسبنا، فوجدناه قد مات في تلك الليلة (٢).

وروى أبو نعيم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى: سألت ربي ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة، فرأيت كأن قائلًا يقول: يا عبد الواحد! رفيقك في الجنة ميمونة السوداء، فقلت: وأين هي؟ فقال: في آل فلان بالكوفة، قال: فخرجت إلى الكوفة، فسألت عنها، فقيل: هي مجنونة بين ظهرانينا، ترعى غنيمات لنا، فقلت: أريد أن أراها، فقالوا: اخرج إلى الجَبَّانة، فخرجت وإذا بها قائمة تصلي، وإذا بين يديها عكازة لها، فإذا عليها جبة من صوف عليها مكتوب: لا تباع، ولا تشترى، وإذا الغنم مع الذئاب؛ لا الذئاب تأكل الغنم، ولا الغنم تفزع من الذئاب، فلما رأتني أوجزت في صلاتها، ثم قالت: ارجع يا ابن زيد ليس الموعد هاهنا، وإنما الموعد ثَمَّ، فقلت لها: رحمك الله! وما يعلمك أني ابن زيد؟ فقالت: أما علمت أن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف؟ فقلت لها: عظيني، فقالت: يا عجبًا من واعظ يوعظ! ثم قالت: يا ابن زيد! إنك لو وضعت معايير القسط على


(١) زيادة من "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري.
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>