للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال العالم: نعم - بالانتهار - أما سمعت قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: ٨٢].

فقال إبليس لأصحابه: من هذا أُتِيْتم (١).

قلت: وبلغني في مثل هذه الحكاية أنه جاء في وقت القائلة إلى بيت العابد، فسأله فشككه في وقته، وجاء إلى العالم فطرق عليه الباب، فقال العالم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، مَنِ الطارق في هذا الوقت؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّيَاطِيْنَ لا تَقِيْلُ"، ففر الشيطان حين سمع ذكر الله تعالى، فلم يثبت، وقال: قد علم أني شيطان.

وينسب للإمام محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة - رضي الله تعالى عَنهما - مضمناً للحديث المتقدم: [من الطويل]

تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنٌ لأَهْلِه ... وَفَضْلٌ وَعُنْوان لأَهْلِ الْمَحامِد

وَكُنْ مُسْتَفِيْداً كُلَّ يَوْمٍ زِيادَةً ... مِنَ الْعِلْمِ وَاسْبَحْ فِي بِحارِ الْفَوائِدِ

تَفَقَّهْ فَإِنَّ الْفِقْهَ أَفْضلُ قائِدٍ ... إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَأَعْدَلُ قاصِد


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص: ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>