للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنه ملك في سورة إنسان (١).

وفي قوله: ولا يكون بعده مثله، نظر.

وقد يكون للمؤمن حالة يلتحق فيها بالملائكة عليهم السَّلام كان لم يكن معصوماً ولا محفوظاً، وهي حالة الضعف والافتقار إلى الله تعالى من مرض أو فقر أو جوع أو غلبة عدو أو انقطاع بمضيعة؛ فإنه حينئذ يرق قلبه، ويقرب من ربه ما لا يتفق له في حال القوة والاستغناء باعتبار ما يتوكله العبد - وإن كان افتقاره لازماً باعتبار الحقيقة - ولذلك كانت دعوة المسافر والصائم والمريض والمضطر مستجابة كما نطق بذلك الأحاديث الشريفة.

وروى ابن ماجه عن عمر رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا دَخَلْتَ عَلَىْ مَرِيْضٍ فَمُرْهُ يَدْعُوْ لَكَ؛ فَإِنَّ دُعاءَهُ كَدُعاءِ الْمَلائِكَة" (٢).


(١) ذكره ابن الصلاح في "طبقات الفقهاء الشافعية" (١/ ٤٩٩).
(٢) رواه ابن ماجه (١٤٤١)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: ٥٠٨). قال النووي في "خلاصة الأحكام" (٢/ ٩١٥): منقطع، ولد ميمون بعد وفاة عمر بنحو ثمان عشرة سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>