للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الله، وذلك هو الفناء والاستغراق به.

قال: لكن هذا الاستغراق أولاً يكون كبرق خاطف قلما يثبت ويدوم، فإذا دام ذلك وصارت عادة راسخة، وهيئة ثابتة يخرج به إلى العالم الأعلى، وطالع الوجود الحقيقي، وانطبع فيه نقش الملكوت، وتجلى له قدس اللاهوت.

قال: وأول ما يتمثل له من ذلك العالم جواهر الملائكة، وأرواح الأنبياء، والأولياء في سورة جميلة تفيض إليه بواسطتها بعض الحقائق، وذلك في البداية إلى أن تعلو درجته عن المثال، ويكافح بصرائح الحق في كل شيء (١). انتهى.

قال شيخ الإسلام الجد في "ألفيته في التصوف" في معنى ذلك: [من الرجز]

الذِّكْرُ أَنْ تَغِيْبَ فِيْ الْوُجُوْدِ ... عَنْكَ وَتَنْدَرِجَ فِيْ الشُّهُوْدِ

فَلا تُحِسُّ بِجَمِيْع الْخَلْق ... وَذَاكَ فِيْ التَّحْقِيْقِ حَقُّ الْحَقِّ

هَذَا هُدَى اللهِ إِلَيْهِ فَاهْتَدُوْا ... وَلا تَضِلُّوْا عَنْ هُدَاهُ تُلْحِدُوْا


(١) انظر: "الأربعين في أصول الدين" للغزالي (ص: ٥٥ - ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>