للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحدة التي وصف بها خيار الأمة، وهو خيرها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ووصف عثمان رضي الله تعالى عنه بالغفلة، ثم أشار إلى أنها لا تضره بسبب قدمته في الخير.

والقُدمة - بضم القاف، وإسكان الدال - كما في "الصحاح"، وهي السابقة في الأمر (١).

ويقال لهما: قَدَم - بفتحتين - وقِدَم - بكسر، ففتحة -؛ فإنَّ عثمان - رضي الله عنه - من السابقين الأولين إلى الإيمان، غير أنه اغتر بأهله ومواليه، فولاَّهم، وكان ذلك مما انتقد عليه، وما كان يريد إلا الخير.

وهذه الغِرَّة وصف بها المؤمن مع كرمه، وعثمان رضي الله تعالى عنه كرمه ونبله لا ينكره إلا مباهت ناكب عن الحق.

وقوله في وصف علي رضي الله تعالى عنه: قلَّ ما أشرف على شيء إلا فاته؛ المراد أنَّه ما أشرف على شيء من الخير شجاعة، وكرماً، وزهداً، وعلماً، وغير ذلك إلا بلغه، وفات الرتبة التي تبلغها الناس فيه.

وقوله: (أنتم تقولونه)، جواباً عن قول السائل: يقولون: كان مجدوداً؛ أراد به الرد على من كان يخفض من مقام علي رضي الله تعالى عنه، ويقول: إنما نال الخلافة وغيرها من الفضائل بالحظ


(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (٥/ ٢٠٠٧)، (مادة: قدم).

<<  <  ج: ص:  >  >>