للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السخاوي وغيره: أن محل ذلك ما لم يؤد إلى محذور (١).

وبهذا الذي بينَّاه تبين أن مراد ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مدح كل من الخلفاء الأربعة بما فيه من غير ذم، وذلك فيما ذكره ابن عبد ربه في "العقد" فقال: سئل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن أبي بكر - رضي الله عنه -، فقال: كان والله خيراً كله مع الحدة التي كانت فيه.

قالوا: فأخبرنا عن عمر رضي الله تعالى عنه.

قال: كان والله كالطير الحذر الذي نصب له الفخ، فهو يخاف أن يقع فيه.

قالوا: فأخبرنا عن عثمان رضي الله تعالى عنه.

قال: كان والله صوَّاماً قوَّاماً، من رجل غلبته غفلته عن قدمته.

قالوا: فأخبرنا عن علي رضي الله تعالى عنه.

فقال: كان والله مُرْتدياً علماً وحلماً، من رجل عذره سابقته، وقدمه وقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقل ما أشرف على شيء إلا فاته.

قالوا: يقولون إنه كان مجدوداً؛ أي: محظوظاً؟

قال: أنتم تقولونه (٢).

وصف أبا بكر - رضي الله عنه - بالحدة بعد قوله: كان خيراً كله إشارة إلى أن حدته كانت من جملة خيرة؛ فإنها لم تخرجه إلى باطل قط، وهي


(١) انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ٣٠٣).
(٢) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>