فالصالحون هم المطيعون، أعم من أن يكونوا أنبياء أو صديقين أو شهداء، فمنهم الأبرار والمتقون والمحسنون والمخلصون، إلى غير ذلك من الأنواع.
والأنبياء خواص هؤلاء كلهم.
والصِّديقون خواصهم بعد الأنبياء.
والشُّهداء خواصهم بعد الصِّديقين.
فأوصاف الصَّالحين، وأخلاقهم تنطوي في أخلاق الشُّهداء وأوصافهم.
وأخلاق الشُّهداء وأوصافهم تنطوي في أخلاق الصِّديقين وأوصافهم.
وأخلاق الصِّديقين وأوصافهم تنطوي في أخلاق النبيين وأوصافهم.
وينبغي أن نشير على سبيل التدريج والترقية، إلى جملة من أخلاق الصَّالحين وأعمالهم، ثم الشهداء، ثم الصِّديقين، ثم الأنبياء عليهم السَّلام.
ثم نختم الكلام بجملة لطيفة من مجامع أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن أخلاق هؤلاء كلهم وأوصافهم منطوية في أخلاقه وأوصافه كما علمت؛ فهو الإنسان الكامل - صلى الله عليه وسلم - في البُكر والأصائل، ثم نتمم الخاتمة بفصل في التخلق بأخلاق الله تعالى، وبذلك يتم القسم الأول، والله الموفق لكل خير.