للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث آخر: "خُذوا العَطاءَ ما كانَ عَطاءً، فَإِذا كانَ إِنَّما هُوَ رِشًى فَاتْرُكوهُ، وَلا أَراكُمْ تَفْعَلُونَ؛ يَحْمِلُكُمْ عَلى ذَلِكَ الفَقْرُ وَالْحاجَةُ" (١).

وليس في هذا الحديث بيان الرخصة للفقر والحاجة، وإنما تؤخذ الرخصة من دليل آخر.

ولقد عَدَّ الرخصةَ في ذلك نزولاً عن الرتبة وانحطاطاً في الدرجة غيرُ واحد.

وقال أبو الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار": سمعت أبا عبد الله محمَّد بن خفيف يقول: لما دخلت بغداد قصدت رُويمًا وكان قد تولى القضاء، فلما دخلت عليه رحَّب بِي وأدناني، وقال لي: من أين أنت؟

فقلت: من فارس.

فقال: لمن صحبت؟

قلت: جعفر الحذاء.

فقال: ماذا يقول الصوفية فيَّ؟


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ٩٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١٦٥) عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، وعندهما: "يمنعكم" بدل "يحملكم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٢٣٨): رواه الطبراني، ويزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>