للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشد القاضي وأتباعه على البالغين الحاضرين في حجة اليتامى والغائبين!

ومنهم من يتجاوز فيكلف الوارث محصول القسمة أكثر من متحصل الميراث خصوصاً إذا كانوا ضعفاء، بل قد يكلفونه المحصول وليس للمورث عقار ولا منقول، وربما ختموا على الميراث وكلفوهم الاستدانة لمؤنة التجهيز، ولما يأخذونه منهم باسم الخدم، وأجرة القدم، ثم يماكسونهم ليقطعوا لهم كمية، ويجتهدون أن يكون أضعاف ما يزعمونه لهم بالقوانين السلطانية، ولا يفكون الختوم عنهم حتى يستوفوا المحصول منهم، ثم يكلفهم الرسول الفاك لهم الختم أجرة قدمه بالعنف حتى يثنى على من يستوفي ذلك منهم باللطف؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧].

ولقد روى الثعلبي في تفسيره هذه الآية عن إبراهيم قال: كان شريح رحمه الله تعالى يقول: سيعلم الظالمون حظ من نقصوا أن الظالم ينتظر العقاب، وأن المظلوم ينتظر النصر (١).

وقلت عاقداً لصدر كلامه: [من البسيط]

يا رَبِّ قَوْمٌ عَلى دُنْياهُمُ حَرَصُوا ... تَوَسَّطُوا لُجَّةً مِنْها فَما خَلَصُوا


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٧/ ١٨٧)، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٢٩٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>