وقال تعالى:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى}[سبأ: ٣٧].
وأكثر الأغبياء من الأغنياء يحسبون أن كثرة المال والولد دليل القرب والخيرية عند الله، وهذا غاية الجهل، وهو خلاف ما في كتاب الله تعالى، ولقد كان قارون يعتقد ذلك في ماله وما خول فيه.
ألا ترى إلى قوله:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨]؟
قال السُّدي في "تفسيره": علم الله أَنيِّ أهلٌ لذلك. رواه ابن أبي حاتم (١).
ونظير ذلك قول ذلك الكافر:{وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا}[الكهف: ٣٦].
فغلط المتخولين في الدُّنيا من أربعة أوجه:
أولها: أنهم يعتقدون أنها كرامة، وهي إهانة.
وثانيها: أنهم يستدلون بها على القرب والخيرية، وهي دليل الطرد والشرية.
وثالثها: أنهم يستدلون بحصولها في هذه الدار على حصولها في دار القرار وكأنهم أمِنُوا من أن يقال لهم هناك: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}[الأحقاف: ٢٠].
ورابعها: أنهم يعتقدون أنها منحة، والحال أنها محنة وفتنة