فقال: تركت هواي لمرضاته، فأجلسني في الهواء، ثم غاب عني فلم أره.
قال: وقيل: كان لإبراهيم بن أدهم صاحب يقال له: يحيى، يتعبد في غرفة ليس لها سلم ولا درج، فكان إذا أراد أن يتطهر يحرك باب الغرفة، ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويمر في الهواء كأنه طائر ثم يتطهر، فإذا فرغ يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويعود إلى غرفته.
وقد تقدم أن هذه الكلمة هي التي تقولها الملائكة عليهم السلام إذا أراد الواحد منهم هبوطاً أو صعوداً، وبها أقلت حملة العرش العرش بعد أن لم يقدروا عليه، ولهذه الكلمة سر عظيم، وهي من كنوز العرش، وقد سبق فضلها.
ثم إن الكرامة بالمشي على الماء أو في الهواء لا ينبغي أن يتعجب من وقوعهما لبعض أولياء الله تعالى بعد أن تيسر ذلك للحوت والطير.
وقد يتفق مثل هذا الخارق لغير ولي؛ إما على سبيل الاستدراج، وإما من باب السيمياء والإيهامات، وذلك لا فضلية فيه بخلاف ما كان على وجه الكرامة.