للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ نجم الدين المعروف بالكبري: المريد سيار، والعارف طيار.

والثاني: أن يكون على الحقيقة، وذلك لا يتهيأ إلا لبعض أولياء الله تعالى على وجه الكرامة وخرق العادة، ولا يكون ذلك بالتعمل، وإنما يكون إكراما من الله تعالى لمن شاء من عباده من أهل اليقين.

وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في عيسى عليه السلام - وقد ذكر أنه كان يمشي على الماء - قال: "لَو ازْدادَ يَقِيْناً لَمَشى فِيْ الْهَوَاءِ" (١).

قال أبو علي الدقاق: أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك إلى مقام نفسه ليلة المعراج؛ أشار إليه الأستاذ أبو القاسم القشيري في "رسالته" في باب اليقين.

وقال في باب الكرامات: وحكيَ عن أبي عمران الواسطي قال: انكسرت بنا السفينة، وبقيت أنا وامرأتي على لوح، وقد ولدت في تلك الحالة صبية فصاحت بي، وقالت: يقتلني العطش.

فقلت: هو ذا تَرَينَ حالنا.

فرفعت رأسي فإذا رجل جالس في الهواء وفي يده سلسلة من ذهب وفيها كوز من ياقوت أحمر، وقال: هاك اشربا.

قال: فأخذت الكوز، وشربنا منه، فإذا هو أطيب من المسك، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، فقلت: مَنْ أنت يرحمك الله تعالى؟


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ١٥٦) عن وهيب المكي. قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ١٠٢٢): حديث منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>