للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: ١٠].

وخيانتهما لم تكن في الفراش، ولكن في الدين.

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما بغت امرأة نبي قط. رواه ابن المنذر (١).

وقال الضحاك: إنما كانت خيانتهما النميمة (٢). رواه البيهقي في "شعب الإيمان".

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس: إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف، فتلك خيانتهما. رواه عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا في "الصمت"، و"المفسرون"، وصححه الحاكم (٣).

فتأمل في هاتين المرأتين الخائنتين، كيف لم ينتفعا بصلاح بَعْلَيهما، كما لم ينتفع كنعان بن نوح بصلاح أبيه، بل هلكوا مع الهالكين!

قال قتادة في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} [التحريم: ١٠] الآية:


(١) وكذا رواه الطبري في "التفسير" (١٢/ ٥١).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١١١٢٠)، وكذا رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ١٦٠).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا ف "الصمت وآداب اللسان" (ص: ١٦٠)، والحاكم في "المستدرك" (٣٨٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>