للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤمن عبدٌ حيُّ الفؤاد، والكافر عبدٌ ميتُ الفؤاد، كما أخرجه ابن جرير، عن الحسن رحمه الله تعالى (١).

وقد روي هذا التفسير عن سلمان الفارسي، وابن مسعود رضي الله تعالى عنهما (٢).

وروى عبد الرزاق، وابن سعد في "طبقاته"، وآخرون عن الزهري في قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الروم: ١٩] قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بعض نسائه فإذا هو بامرأة حسنة الهيئة فقال: "مَنْ هَذهِ؟ " قالت: إحدى خالاتك، فقال: "إِنَّ خالاتِيَ بِهَذ الأَرْضِ لَغَرَائِبُ؛ وَأَيُّ خالاتِيْ هَذهِ؟ " قالوا: خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال: "سُبْحانَ اللهِ الَّذِيْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ"، وكانت امرأة صالحة رضي الله تعالى عنها، وكان أبوها كافرًا (٣).

وكذلك النظر في آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؛ لم يضرها عشرة فرعون مع مباينتها له بصلاحها وكفره حتى أنقذها الله تعالى من فرعون بنفارها عنه، وطلبها من ربها النجاة منه.

قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٢٢٥).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (٣/ ٢٢٦)، و "تفسير ابن أبي حاتم" (٤/ ١٣٥٢)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ١٧٤).
(٣) رواه عبد الرزاق في "التفسير" (١/ ١١٨)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>