قال القاضي البيضاوي - رضي الله عنه - في هذه الآية: والمعنى أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم -وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم- تبعًا لهم، وتعظيمًا لشانهم.
قال: وهو دليل على أن الدرجة تعلو بالشفاعة، وأن الموصوفين بتلك الصفات مقترن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة والوصلة في دخول الجنة زيادة في أنفسهم.
قال: والتقييد بالصلاح دلالة على أن مجرد الانتساب لا ينفع (١).
قلت: ومن هنا أثنى الله تعالى على الداعي بصلاح النفس والذرية؛ فإن صلاح الولد زيادة في صلاح الوالد لأنه كسبه، فقال الله تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[الأحقاف: ١٥].