للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ؛ أَحْناهُ عَلَىْ وَلَدٍ فِيْ صِغَرِه، وَأَرْعاهُ عَلَىْ زَوْجٍ فِيْ ذاتِ يَدهِ". رواه عبد الرزاق، والشيخان، وابن جرير (١).

قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً قط (٢).

وأراد بذلك الجواب عما يفهمه ظاهر الحديث من تفضيل صالح نساء قريش على عموم النِّساء.

وفي الحديث: "نِعْمَ النِّساءُ نِساءُ الأَنْصارِ؛ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَياءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِيْ الدِّيْنِ" (٣).

وناهيك بسائر أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم - اللاتي خيرن بين الدنيا وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.

وكفى بالصَّالحات من نساء المهاجرين والأنصار، ومن بعدهن التابعات، وغيرهن كرابعة العدوية، ورابعة الشامية، وغيرهما مما اشتملت عليه كتب الحديث والتاريخ وفيهن كثرة.

ولا يبعد أن يكون قوله -صلى الله عليه وسلم -: "كَمُلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيْر، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه البخاري (٣٢٥١).
(٣) ذكره البخاري في "صحيحه" (١/ ٦٠) معلقاً، ورواه مسلم (٣٣٢) من قول عائشة رضي الله عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>