للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو عطية، أو دار أن يسأل الله أن يكون صالحاً مباركاً لا فتنة فيه، ويسأل الله تعالى العافية فيه؛ ألا ترى أن إبراهيم الخليل عليه السلام لما طلب الولد طلبه صالحا، فقال الله تعالى حكاية عنه: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: ١٠٠]؛ أي: ولداً من الصالحين.

وقال تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: ٥ - ٦].

وقال تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: ٣٨ - ٣٩].

قال السُّدي في قوله {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: ٣٨]: يقول: مباركة. رواه ابن أبي حاتم (١).

وأخرج عن محمد بن كعب -رضي الله عنه- قال: قال داود عليه السلام: يا رب! هب لي ابناً، فولد له ابنٌ خرج عليه، فبعث إليه داود جيشاً، فقال: إن أخذتموه سليماً فابعثوا إليَّ رجلاً أعرف السرور [أو قال: البِشْر] في وجهه، وإن قتلتموه فابعثوا إليَّ رجلاً أعرف الشر في وجهه.

فقتلوه، فبعثوا رجلاً أسودَ، فلما رآه علم أنه قتل، فقال: رب! سألتك أن تهب لي ابناً، فوهبت لي ابناً فخرج عليَّ!


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٤٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>