للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله "وَرَأَيْتُ اللهَ يَسْتَبْشِرُ بِهِما"؛ أي: يرضى بهما هو وصالح خَلقِه.

ومعنى استبشار صالح الخلق بهما، أنهم إذا أُلهموها سُرُّوا بها، واستبشروا بثوابها لثقلها في الميزان كما في حديث "الصحيحين" (١)، أو لاشتمالها على التنزه والشكر؛ فالتنزيه ثوابه طهارة نفس المنزه وتقديسها، والشكر ثوابه مزيد النعمة، فاستبشارهم بذلك.

وروى الإمام أحمد، وابن ماجه - وحسنه ابن حجر في "أماليه" - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ إِذا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَروا، وإِذا أَساؤُوا اسْتَغْفَروا" (٢).

* * *


(١) روى البخاري (٦٣٠٤)، ومسلم (٢٦٩٤) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن؛ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ١٢٩)، وابن ماجه (٣٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>