للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤمن أن أبسط له الدنيا وهو أبعد له مني؟ أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب إليه مني؟

ثم تلا: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: ٥٥ - ٥٦] (١).

وروى هو وغيره عن قتادة: أنه قرأ هذه الآية فقال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم؛ فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم، ولكن اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح (٢).

وروى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ إِذا أَحَبَّ قَوماً ابْتَلاهُمْ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (٣).

وروى البيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا أَحَبَّ اللهُ عَبداً ابْتلاهُ لِيَسْمَعَ تَضُرُّعَهُ" (٤).

وفي "مسند الإمام أحمد"، و"صحيح البخاري" من حديثه عن


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ١٠٤)، ورواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (١/ ٢١٧).
(٢) انظر: "تفسير ابن كثير" (٣/ ٢٤٨)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ١٠٤).
(٣) رواه الترمذي (٢٣٩٦) وحسنه، وكذا ابن ماجه (٤٠٣١).
(٤) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٧٨٨)، وكذا هناد بن السري في "الزهد" (١/ ٢٣٩). قال ابن طاهر المقدسي في "معرفة التذكرة" (ص: ١٠٧): فيه يحيى بن عبيد الله بن وهب ليس بشيء في الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>