وروى البيهقي في "الشعب" عن عكرمة بن خالد قال: كان رجل يتعبد، فجاءه شيطان يفتنه، فازداد عبادة، فتمثل له برجل، فقال له: أصحبك؟
فقال: نعم.
فصحبه، فكان العابد يتخلف عنه ويطيف، فأنزل الله تعالى ملكاً، فلما رآه الشيطان عرفه ولم يعرفه الإنسان، فكان إذا مشى تخلف الشيطان، فمدَّ الملك يده نحو الشيطان فقتله، فقال الرجل: ما رأيت كاليوم! قتلته وهو من حاله ومن حاله؟
ثم انطلقا حتى نزلا قرية، فأنزلوهما وضيفوهما، فأخذ الملك منهم إناء من فضة، ثم انطلقا فنزلا في قرية أخرى، فزجروهما ولم يضيفوهما، فأعطاهم الملك الإناء.
فقال له: أما من أضافنا فأخذت إناءهم، ومن لم يضفنا أعطيته الإناء؟ فلن تصحبني!
قال: أما الذي قتلت فإنه شيطان أراد أن يفتنك، وأما الذي أخذت منهم الإناء فإنهم قوم صالحون فلم يكن ينبغي لهم، وكان هؤلاء قوماً فاسقين فكانوا أحق به.