للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَيَقولُ: بَلْ هَذا.

قالَ: فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ أَنْ عَبَدَنِي" (١).

فالمال إذا مالَ بصاحبه عن التقوى كان وبالاً عليه في الآخرة، وأقيمت عليه الحجة يوم القيامة بصالحي الأغنياء، وإن استقام صاحبه ولم يمل معه كان زيادة في مقام صاحبه.

على أن الاستقامة مع الغنى (٢) أمر عزيز، ومن ثم قال عيسى بن مريم عليهما السلام: بحق أقول لكم: إن أكناف السماء لخالية من الأغنياء؛ أي: من ذكرهم، ومن ذكر أعمالهم.

قال: ولَدخول جَملٍ في سَمِّ الخياط أيسر من دخول غني الجنة. رواه الإمام أحمد في "الزهد" (٣).

وروى ابنه في "زوائده" عن وهب أيضاً قال: مر رجل عابد على رجل عابد، فقال: مالك؟

قال: أعجب من فلان؛ إنه كان قد بلغ من عبادته ومالت به الدنيا!

فقال: لا تعجب ممن تميل به، ولكن اعجب ممن استقام (٤).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ذِئْبانِ جائِعانِ أُرْسِلا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَها مِنْ


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٦٦١).
(٢) "الغنى" غير واضح في "أ" و"ت".
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٩٢) عن وهب بن منبه.
(٤) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>