للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد تقدم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَة، مَتَى صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَمَتَى فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُهُ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كانَ لَهُ قَلبٌ صالِحٌ تَحَنَّنَ اللهُ عَلَيْهِ". رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (١).

وروى فيه عن يزيد بن ميسرة رحمه الله تعالى قال: قال عيسى عليه السلام: بالقلوب الصالحة يعمر الله الأرض، وبها يخرب الأرض إذا كانت غير ذلك؛ أي: غير صالحة (٢).

والمراد بالقلوب الصالحة أن تصلح لله تعالى، ولذكره وحبه، وإرادة وجهه بكل عمل صالح، وإذا كان القلب كذلك صلحت الجوارح، وظهرت الخدمة عليها والطاعة، واستكمل العبد الصلاح.

ولسمنون المحب - وأجاد فيما شاد رحمه الله تعالى -: [من الطويل]

وَكانَ فُؤادِي خالِياً قَبْلَ حُبِّكُمْ ... وَكانَ بِذِكْرِ الْخَلْقِ يَلْهُو وَيمْرَحُ

فَلَمَّا دَعا قَلْبِي هَواكَ أَجابَهُ ... فَلَسْتُ أُراهُ عَنْ فِنائِكَ يَبْرَحُ


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٣/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>